Khutbah Birrul Walidayn

khutbah, Pondok Pesantren Wisata An-Nur II Al-Murtadlo

Khutbah Jumat Legi, 08 Maret 2013

بقلم: حلمي نوالي الماجستير

الحمد لله الذي أخرجنا من أرحام أمهاتنا فأوجب علينا البر، وأمد علينا النعم فأوجب علينا الشكر. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة فتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. اللهم صل وسلم على سيدنا وقدوتنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين.

أما بعد، فيا أيها الناس أوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته مصداقا لقوله عز وجل يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما.

أيها المسلمون رحمكم الله…

يدور حديثنا اليوم حول ما وجب علينا للوالدين من البر والإحسان. فإذا عرض لنا السؤال من أسهم الناس في حياتنا؟ ومن أكثر الناس إعانة لنا؟ فالجواب الوالدان، الأب والأم. ولذلك قرن الله شكره بشكرهما وعبادته بالإحسان إليهما حيث قال الله سبحانه وتعالى أن اشكر لي ولوالديك، وقال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا، وقال أيضا وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا. وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث، لا تقبل منها واحدة بغير قرينتها. إحداها قوله تعالى وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول (المائدة: 92)، فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم تقبل إطاعته لله. الثانية قوله تعالى وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة (البقرة: 43)، فمن صلى الصلوات ولم يؤد الزكاة لم تقبل الصلاة منه. والثالثة قوله تعالى أن اشكر لي ولوالديك (لقمان: 14)، فمن شكر لله ولم يشكر لوالديه لم يقبل الله تعالى شكره. والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه النجار عن أنس بن مالك رضي الله عنهما: من أرضى والديه فقد أرضى خالقه، ومن أسخط والديه فقد أسخط خالقه.

أيها المسلمون رحمكم الله…

نقف في هذه اللحظات القيمة أمام رسول الله الملقب بخليل الله ألا وهو نبينا إبراهيم عليه السلام. فكما عرفنا أن أباه كان كافرا مشركا بالله عز وجل، ولكن مع ذلك حاوره أبراهيم بقول لين قائلا يا أبت وعامله معاملة معروفة. فقد قال الله تعالى حاكيا عن قصة إبراهيم في سورة مريم إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا، يا أبت إني قد جائني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا، يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا، يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا. نبينا إبراهيم لم يناد أباه بنداء الإهانة والإستهزاء، لم يقل يا كافر أو يا مشرك، ولكن لم يزل بارا محسنا لوالده قائلا يا أبت. ثم رد أبوه قائلا أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا. فماذا قال إبراهيم ردا لهذا التهديد الذي قاله أبوه؟ قال إبراهيم سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا، وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا. فكان إبراهيم عليه السلام كما ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره استغفر لأبيه مدة طويلة قائلا ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب. فهذا موقف إبراهيم مع أبيه المشرك بالله. ولذلك لا يجوز لنا أن نهين ونسيء والدينا وإن كانا غير صالحين، وإن كانا مسيئين وإن كانا مصرين على المعاصي إلا إن أمرا بمعصية أو نهيا عن طاعة واجبة فيحرم علينا طاعتهما.

وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون. بسم الله الرحمن الرحيم وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.

 

الدعاء في الخطبة الثانية

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات وقاضي الحاجات. اللهم ادفع عن البلاء والوباء والزنا والفتن والزلازل والبراكين والمحن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.

اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا وأساتيذنا ومشايخنا مغفرة جامعة تمحو بها سالف أوزارهم وسيئ إصرارهم، وارحمهم رحمة تنير لهم بها المضجع في قبورهم، وتؤمنهم بها يوم الفزع عند نشورهم، اللهم تحنن على ضعفهم كما كانوا على ضعفنا متحننين.

ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما. اللهم اجعلنا وأولادنا وتلاميذنا وأصحابنا من أهل العلم وأهل الخير ولا تجعلنا وإياهم من أهل الشر والضير. اللهم اجعلنا وإياهم من أوليائك المتقين وحزبك المفلحين وعبادك الصالحين.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

Home
PSB
Search
Galeri
KONTAK